الحمد الله الذي خلق كل شيئ فأحسن خلقه وترتيبه وآدب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فأحسن تأديبه، فإن مكارم الأخلاق صفة من صفات الأنبياء والصدقين والصالحين بها تنال الدرجات وترفع المقامات وقد خص الله جل وعلا نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم،فقال جل وعلا (وإنك لعلى خلق عظيم) وحسن الخلق يوجب التحاب والتآلف،وسوء الخلق يثمرالتباغض والتحاسد والتدابر
وحسن الخلق، طلاقة الوجه، وبذل المعروف،وكف لأذى عن الناس. والأخلاق الإسلامية تعلمنا تصفية القلوب وتسامح النفوس،ويدعوا كل أخ الأخيه، وأخت لأختها بالمغفرة
أخي المسلم.. أختي المسلمة:
تذكرفقد مضت على هذه الأرض أجيال وأجيال،غادرتها جميعها دون أن تأخذ معها إلى ربها غير عملها، وسنمضي نحن جميعاً ولن نحمل معنا غير عملنا صالحاً في معظمة،فقد فزنا وأفلحنا، . وتذكر الآخرة ومافيها من حساب شديد، والجنة ومافيها من نعيم عظيم
أخي المسلم.. أختي المسلمة:
إليك هذه الآيات الكريمة التي تحث المؤمنين على المغفرة لإخوانهم:
1- قال الله تعالى(والذين يجتنبون كبائرالإثم والفواحش وإذا ماغضبوا هم يغفرون) سورة الشورى آية"37"
2- قال الله تعالى(وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم) سورة التغابن آية"14"
أخي المسلم .. أختي المسلمة
ومن قصص العفوا التي لامثيل لها بين الناس عفو رسول صلى الله عليه وسلم عن زعيم المنافقين عبد الله بن أبي،هذا كان عدواً لدوداً للمسلمين ويحالف عليهم الشيطان ويحيك لهم المؤامرات،وهو أشاع قالة السوء على أم المؤمنين عائشة، وقد مرض ابن أبي ثم ومات وجاء ولده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلب منه الصفح عن أبيه فصفح، ثم طلب منه أن يكفن
في قميصه فمنحه إياه،ثم طلب منه أن يصلي عليه ويستغفرله فلم يرد له الرسول الرقيق العفو هذا السؤال،بل وقف أمام جثمان الطاعن في عرضه بالأمس يستدرله المغفرة.
أخي المسلم.. أختي المسلمة:
إليك بعض أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشر فيه من يتجاوزعن أخيه،ويغضي عن إساءته:
1- قول الرسول صلى الله عليه وسلم(مامن عبد ظلم بمظلمة فيغضي عنها إلاأعزه الله تعالى بها ونصره) رواه أبو داود.
2-وايضاً قوله صلى الله عليه وسلم(مازاد الله تعالى عبداً بعفوا إلاعزاً )حديث صحيح
3-أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أباهريرة بوصية عظيمة فقالياأباهريرة عليك بحسن الخلق ) قال أبوهريرة رضي الله عنه:وماحسن الخلق يارسول الله؟قال:"تصل من قطعك،وتعفو عمن ظلمك،وتعطي من حرمك" رواه البيهقي.
أخي المسلم.. أختي المسلمة..
إذا صار لديك قناعة بهذا العفو ورغبة في العمل به، فاحرص على مايلي:
1-إذا كنت قد قاطعت قريباً لك،لأي أمرليس فيه مخالفة الشرع الله، فبادر إلى الاتصال أوزيارة له.
2-أرغم نفسك على العفو عند المقدرة، واخفض جناحك لأخوانك في الله،وضع أمام نفسك دائماً خيارين الانتصار الذي لايترتب عليه الأجر، أم العفو والمغفرة اللتان تجلبان لك الثواب العظيم،والطمأنينة النفسية.
3-تذكر الموت باستمرار، فان تذكر الموت يميت في النفس مشاعر الغضب والانتقام.ويدفع المؤمن إلى التفكير بالآجله الباقية،ويصرفه عن العاجلة الزائلة.
وممايساعد على تذكرالموت:قراءة موعظة الصالحين،ذكرمن مات في القريب من الأقارب والمعارف
والتأمل في سرعة مرورالأيام وتوالي الشهور والسنين.
اللهم إنا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة، اللهم حسن أخلاقنا وجمل أفعالنا،اللهم كما حسنت خلقنا فحسن بمنك أخلاقنا ، اللهم أرزقنا نفساً مطمئنة،تغفرظلم الآخرين لها، وتتجاوز عن إساءات المسيئين والمسيئات،ربنا اغفرلنا والوالدينا ولجميع المسلمين، إنه سميع مجيب
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين